الذكرى 19 لرحيل الشيخ محمد مهدي شمس الدين

يصادف اليوم الذكرى 19 لرحيل العلّامة المفكّر المجتهد آية الله الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى – طابت تربته –

هو محمد مهدي بن عبد الكريم بن عبّاس آل شمس الدين، العاملي الذي ينتهي نسبه إلى مفخرة الإمامية الشيخ محمد بن مكّي العاملي الملقّب بالشهيد الأول (رضوان الله عليه)

ولد سنة 1936 م (1354 هـ) في النجف الأشرف حيث كان والده الشيخ عبد الكريم مقيما للدراسة والتحصيل في حوزتها العلمية.

أمضى الشيخ محمد مهدي نحو ثلاث وثلاثين سنة في العراق يدرس علَى كبار أساتذتها، لا سيّما المرجع الأعلى في زمانه السيد محسن الحكيم وبعد ذلك السيد أبي القاسم الخوئي.

وفي هذه المدة كان يهدي الناس ويؤسس المساجد والمكتبات ويكتب في المجلّات ويصعد المنابر للخطابة كل ذلك مع ثلّة من خيار طلبة العلوم كالسيد موسَى الصدر والسيد محمد باقر الحكيم والشيخ محمد رضا المظفر والسيد محمد باقر الصدر والسيد محمد باقر الحكيم والسيد مهدي الحكيم والسيد محمد تقي الحكيم.

عاد الشيخ محمد مهدي عام ١٩٦٩ إلى لبنان ليشارك السيد موسَى الصدر في تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. وخلال السنوات العاصفة في لبنان ما بين 1969 و1975 نهض بمهمّة التوجيه والإرشاد عبر المحاضرات والمقالات في الصحف والمجلّات، وأيضاً عبر مؤلّفاته المتنوعة. أتت سنوات الحرب الأهليّة والاجتياح الإسرائيلي للبنان ومؤامرة إخفاء السيد موسى الصدر، فتولَّى الشيخ محمد مهدي مهام رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في مرحلة من أخطر وأدق المراحل التي عاشها لبنان. فعمل على توكيد الخيار الشيعي اللبناني، وهو الوحدة والاندماج في „لبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه“. وهذه المقولة الوطنية التي دخلت في مقدمة الدستور الجديد بعد اتفاق الطائف سنة ١٩٨٩ والتي كانت قد نصّت عليها وثيقة الوفاق الوطني الصادرة عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عام ١٩٧٧، كما أعلنت بعد ذلك في بيان الثوابت الإسلامية في أيلول ١٩٨٣.

ثم أنّه في السنوات الأخيرة من حياته كان يحثّ على إعادة النظر في قرار إلغاء الطائفية السياسية معتبرا أنّ النظام الطائفي في لبنان بحاجة إلى إصلاح وترشيد لا إلى الغاء.

والكلام حول هذه الشخصية النادرة يطول في هذا المقام والسطور القليلة لا تفي بحق هذا الرجل العظيم الذي كرّس كل حياته لخدمة الدين والناس بشتَّى المجالات وعلى اختلاف توجهاتهم وعقائدهم. فظلّ يواصل جهوده الفكرية والعملية لتثبيت السلم الأهلي وتحقيق الوحدة والتقدم والعمران في لبنان، كما واصل جهوده لتدعيم الأخوّة بين العرب والمسلمين، وبين البشر أجمعين على قاعدة „الحق والعدل والكرامة للجميع وبين الجميع“.

وفي مثل هذا اليوم، مساء الأربعاء 10 كانون الثاني عام 2001 م وبعد صراع مع المرض توفّاه الله تعالى في بيروت. فُجع بوفاته كل لبنان وكل العرب والمسلمين، فحضروا مأتمه وتشييعه ودُفن في جنب مسجد الإمام الصادق (عليه السلام) في بيروت.

فالسلام عليه يوم ولد ويوم يبعث حيّا ولروحه الطاهرة ثواب السورة المباركة الفاتحة.


Schreibe einen Kommentar

Deine E-Mail-Adresse wird nicht veröffentlicht. Erforderliche Felder sind mit * markiert