إجازة بخط شريف العلماء (ت 1246 هـ) للشيخ محمد تقي الأردكاني (ت 1268هـ)، عمّ الفاضل الأردكاني الحائري (ت 1302 هـ)

نصّ الإجازة:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي مَنّ علينا بإرسال محمّد خاتم الأنبياء، وأكمل ديننا بنصب عليّ سيّد الأوصياء، وأتقن الشريعة وحفظها بالمعصومين من ذريتهما كهف الورى، وجعل علمائنا ورثة الأنبياء، وفضّل مدادهم على دماء الشهداء، والصلاة على حبيبه المبعوث على عباده وآله الذين هم الأدلّاء على صراطه.
أمّا بعد: فالداعي إلى تحرير هذه الكلمات هو أنّ العالم الجليل والفاضل النبيل، المحقّق الكامل الخبير بطريقة علمائنا الأخيار، والمدقّق الجدير بفهم معضلات الأخبار، الفائق على جميع أقرانه والمساوي لكثير من علماء زمانه، الورع النقي والصالح التقي، الذي بلغ من الزهد غايته ومن التقوى نهايته، المؤيّد بالتأييد الإلهي، والموفّق بالتوفيق السبحاني، آخوند ملّا محمّد تقي اليزدي الأردكاني، بلّغه الله إلى مراضيه وجعل مستقبله خيراً من ماضيه.
قد ألّف مؤلّفاً في الأصول وأرسله إليّ، ونظرت إليه وتأمّلت فيه، فوجدته ككتب المحقّقين مشتملاً على تحقيقات أنيقة وتدقيقات رشيقة، بل بلغ إلى حدّ به كاد أن يهجر كتب المتقدّمين، ويُعزب عن الأذهان دقة أنظار المتأخّرين.
ومؤلّفاً في الفروع قد سلك فيه مسلك علمائنا المحقّقين، فجعل مسائله لأدلّتها موافقة، وفروعه لأصولها مطابقة، وهو دام ظلّه أجلّ من أن نعرّف بذكر أمثال هذه الأوصاف، بل هو عالم محقّق لم نعثر على أمثاله في زمانه إلا قليلاً، وفاضل مدقّق قلّ في أوانه من كان له عديلاً، كثّر الله بلطفه أمثاله، وبلّغه بفضله آماله، وزاد احتياطه في الدينه على ماله.
واسأله بحقّ لي عليه أن لا ينساني من الدعاء ما دام حيّاً، حشرنا الله وإيّاه مع الأئمة الطاهرين، وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبين. [الختم الشريف].

السيد حسين هادي الموسوي

,

Schreibe einen Kommentar

Deine E-Mail-Adresse wird nicht veröffentlicht. Erforderliche Felder sind mit * markiert